النمر والارنب

َفي أحد غابات الهند، عاش نَمِرٌ شَرِهٌ يُحِبُ الصيد كثيراً

كان كلما شعر بالجوع أو الضجر ذهب واصطادَ فريسةً دون أن يتقيد بوقت أو ضوابط معينة

 ولكن شغف النمر كان عند بقية الحيوانات رُعْباً مُستمراً وذلك بسبب غاراتِ الصيد المتكررة

 

وفي يوم من الأيام اجتمعت حيواناتُ الغابةِ حتى تجد حلاً لحالة الرُعبِ التي تعيشها على مدارِ الساعة

وأخيراً اتفقَ الجميعُ على مقابلةِ النمر وعقد معاهدةً معهُ . حيث يقع في كل يوم اختيار حيوان من بينها عن طريق القُرعة وتقديمه للنمر على أن يتركهم آمنين لبقية اليوم

 

ما رأيك يا سيدي أن نُقدم لكَ في كل يومٍ حيواناً مِنا، يقعُ اختياره عن طريق القرعة، فيكون وجبةً لك

وهكذا تشبعُ دونَ عناءِ الصيدِ ونأمن نحن لبقيةِ اليوم

 فأجاب النمر قائلاً: سأضحي بشغفِ الصيد في سبيل مصلحة سكان غابتي، وسأوافق على اقتراحكم هذا

ًولكن إن أخلفتم وعدكم يوماً فسوف أنتقم منكم انتقاماً شديدا 

وهكذا تمَّ تنفيذ الاتفاق الذي لقي استحساناً من قبل النمر. بينما تبدل رُعب الحيوانات من النمر إلى رعب من القرعة

 وبعد أيام وقعت القرعة على الأرنب الذي قررَ في سره التخلص من النمر وتخليص سُكان الغابة من شره

 ًفذهب إلى النمر وقال له: لقد أحضرت لك يا سيدي غزالاً سَمينا وقعت عليه القرعة

 


ولكن فاجأني نمرٌ غريبٌ أخَذَ مني فريستك. رغم أنني حذرته أن الغزالَ هو ملكٌ لك. فإن أردت يا سيدي جعلتني طعاماً لك عوضاً عن الغزال

فقال النمر وقد استشاطَ غضباً: بل أريد غزالي دُلَني على مكان النمر الغريب

حتى أطرده من غابتي وأجعَلَه عبرةً لكلِ من تسولُ لهُ نفسهُ أخذ طعامي

 فدلَّ الأرنبُ النمرَ على بئرٍ في طرف الغابةِ قائلاً: رأيتُ سارق فريستك يدخل بها هذه البئر

 ولما نظَر النمرُ وسطَ البئرِ رأى انعكاس صورته على الماء فظنه النمر الدخيل ودون تفكير وثَبَ عليه حتى يقاتله فمات غرقاً

وهكذا خلص الارنب الغابة من شر النمر وهزمَ الذكاءُ وحسن التخطيط القوة والتهور

الفهدُ وفرسُ النَهرِ

في يوم من الأيام وفي أحد غابات إفريقيا، بينما كان أحد الفهود يتجول قرب ضفة النهر باحثاً عن فريسة يسد بها رمقه

لَمَحَ قطيعاً من الغزلان يرعى العُشبَ على الضفة المقابلة

فقال في نفسه وهو ينظر إليها: ليتني أعرف السباحة، فأعبر النهر وأفترس غزالاً أملئ به معدتي الخاوية

التفت الفهد يمنةً ويسرةً باحثاً عن شيء يمكنّه من العبور إلى الضفّة المقابلة، ولكن دون جدوى  

ثم نظر وسط النهر فرأى فرس نهرٍ يسبحُ في الماء ويأكل من الأعشاب التي نمت في قاعه

فكّر الفهد قليلاً ثم توجه إلى ضفة النهر وخاطب الفرس قائلا: السلام عليك يا ابن عمي

فأجاب فرس النهر وقد بدت عليه علامات التعجب: وعليك السلام. كيف تكون ابن عمي وأنت لست من فصيلتي؟

فأنت تملك جسماً رشيقاً ومُرقطاً بينما جسمي ممتلئ وخالٍ من البقع 

ِفأجاب الفهد في خبث: أنا من بلدٍ بعيدٍ حيث تكون أفراسُ النهر مرقطة ونحيلة

تظاهر فرس النهر بتصديق كلام الفهد ثم قال: حسناً يا ابن عمي كيف يمكنني خدمتك؟

فقال الفهد: هل يمكنك مساعدتي ونقلي على ظهرك الى الضفة المقابلة للنهر؟ 

فكّر فرسُ النهر قليلاً ثم وافق وحمل الفهد على ظهره ليعبر به النهر

ٍوفي منتصف الطريق توقف عن السباحة ثم قال: بما أنكَ فرسُ نهر فبإمكانك السباحة والغطس مثلي، اليس كذلك؟

فأجاب الفهد مرتبكا : إم م م ... بالطبع يمكنني السباحة

وبينما كان الفهد يهمهم ويبحث في رأسه عن كلام مقنع، اذ بفرس النهر يغطس به الى أعماق النهر

فكانت تلك الغطسة درساً قاسياً للفهدِ الذي نجا بأعجوبةٍ من الغرق

وهكذا نالَ الفهدُ الخبيثُ جزاء خداعه لفرس النهر واستخفافه بذكائه

الأرانبُ والجَزَر

يُحكى أنه كان هناك مُزارعٌ يَمتلكُ مَزرعةً فيها الكَثيرمن الجزر ، و في يومٍ من الايامِ إكتشفَ المُزارعُ أن محصولَ الجزرِ بدأ ينقص شيئاً فشيئاً وتعجبَ المُزارعُ من ذلك ، قَررَ المزارعُ حينها أن يُراقب مَحصولَ الجزرِ ليلاً ليتمكن من إكتشافِ السبب، ليتفاجئ بقطيعٍ من الارانب يدخل الى مزرعته و يأكل كمية كبيرة من الجزر

قررَ المزارعُ أن ينصب لهذه الارانب فخاً ، و بالفعل قامَ الرجلُ في ِصباح اليوم التالي بنصب عدّة أفخاخٍ لقطيع الارانب ، وفي الليل عندما أتت الارانبُ لتأكلَ الجزرِ وقعت في الفخ الذي صنعه المزارع ، بعدها أخذَ المُزارعُ يفكرو يفكر ماذا يفعل بهذه الارانب حتى يتعلموا الدرس ولا يعودوا مرة اخرى الى المزرعة و يأكلوا الجزر.

قرر المزارع ان يقوم بانتزاع أسنانِ جميع الارانبِ حتى لايتمكنوا من أكل الجزر ، و لكن الغريبَ أن محصول الجزر ظل يتناقص ، جن جنون المزارع وفي الليل كان يراقب محصول الجزر ليتفاجئ بمجموعة من الارانب تقتحمُ المزرعة و تقطف الجزر دون ان تأكله ، غضب المزارع و أمسكَ بأحدِ الارانب و قال : ما هي الفائدة من أخذِ الجزر وأنتم لن تأكلوه لانه ليس لديكم اسنان ، فرد عليه الارنب قائلا : نحن نقوم بصنع عصير الجزر الطازج و نشربه.ِ

الذئبُ والكِلابُ

كان هناك مجموعة من الأغنامِ الصغيرةِ تعيشُ فى مرعى كبيرٍ في أمانٍ وسلامٍ ومحبة ، وكان يحرِسُها ثلاثة من الكلابِ الوفية، ولذلك ِلم تشعُر الأغنام الصغيرة يوماً بالخوفِ من الذئاب 

وكان الراعي رجلاً طيباً يحب أغنامة كثيراً ويعتني بها، يجلس كل يوم فى ظل شجرة ظليلة ويبدأ فى عزف أجمل الألحان

والاغنام تلتف حولة فى دائرة واسعة وهكذا كانت الحياة الهادئة فى المرعي الجميل 

وفى يوم من الأيام إقترب ذئب شرير من المرعى وأخذ يراقب الأغنام الصغيرة والراعي ولكنه عندماوجد الكلاب الثلاثة لم يجرؤ علي الإقتراب من المرعي، ولكنه فجأة لمح الكلاب الثلاثة تتقاتل وتتشاجر فيما بينهاوعندما رآهم الذئب قادمين اضطر إلى ترك النعجة ووثب خارج المرعي مذعوراً 

الأسدُ والفأر

وسطَ غابةٍ كبيرةٍ كان هُناكَ الأسدُ ملك الغابةِ نائماً تحت ظل شجرة ، وكان هناك فأر صغير يلعب ، لاحظ الفأر أن الملكَ نائمٌ لذلك قرر أن يلعب قليلاً صعَدَ على ظهره  وبدأ يتزحلق عبر ذيله إلى الأسفل أعادها مرة واثنتان وثلاث مراتٍ استمتعَ الفأرُ بالأمرِ، انزعجَ الأسدُ واستيقظ ثم أمسكَ بالفأرِ الصغيرأرادَ أكلهُ ، استوقفه الفأر الصغير باكياً يترجاهُ لكي لايكون وجبةً خَفيفةً له ، ووعده بأن لايزعجهُ مرةً أخرى، بل لربما يحتاجه في وقتٍ من الأوقات، تأثرالاسدُ بما سمعه ثم ترك الفأر يرحل وبعد بضعة أيام وككل يوم ملك الغابة يأخذ قيلولتةً ، وإذ بصيادٍ يلقي شبكته عليه ليمسك به، فعلاً قد وقعَ  الاسدُ في الفخ بدأ بالزئير ليسمعه كل من في الغابة حتى الفأر الصغير سمع زئيره ليتذكر أنه

مدين للأسد وعليه أن يساعدهُ وأن يرُدَ المعروف بمثله ، لم يتردد  صديقنا الفأر وذهب مسرعاً ليرى ماحصل ،وعندما وصل وجد الأسد داخل شبكة الصياد ، تسلقها الفأرُ وبدأ بتمزيقها بأسنانه الحادة 

 حتى مزقها بالكامل وأخيراً أنقذَ الأسدَ من الفخ . ومنذ ذلك الوقت  والأسد صديق الفأر

الثعبان والأخوان

كان لأخوين أغنامٌ كثيرةٌ ترعى في أرضهما الواسعة. لكن، مرّت شهور لم ينزل فيها المطر، فجفّت الأرض ومات الزّرع، وجاعت الأغنام وكادت تموتُ من العطش. وكان بجوارهما وادٍ مليء بالأشجار والأعشاب الخضراء والماء الكثير. وكان هناك ثعبان كبير يحرس هذا الوادي، ويلدغ كل من يقترب من المكان ويقتله. 

قال الأخ الأصغر لأخيه الأكبر:ما رأيك؟ أن أذهبُ أنا بالأغنام إلى هذا الوادي، وأرعاها هناك حتى تكبر وتسمن.

فأجابه أخوه الأكبر قائلا:لا يا أخي، لا تذهب هناك أبداً، فأنا أخاف عليك من خطر الثعبان الذي يقتل كل من يقترب من الوادي.

لم يسمع الأخ الصغير النصيحةَ ، وساقَ غنمه إلى الوادي، وبقى هناك وقتاً يرعاها حتى اطمأن. فجأةً.. ظهر الثعبان، فخاف الراعي الصغير، وحاول أن ينجو بنفسه ويهرب.. لكن الثعبان كان أسرع منه فلدغه ، فمات الرجل في الحال.

حزنَ الأخُ الأكبرُ على أخيه حُزناً شديداً، وقال:كيف يهنأ لي العيش بعد أخي.. لا قيمة للحياة من بعده، لا بدّ أن أذهب إلى الوادي وأقتل هذا الثّعبان الشرير الذي حرمني من أخي الحبيب، فإن قتلته استراحة نفسي! وإن قتلني لحقت بأخي!

ذهب الأخ الأكبر إلى الوادي ليبحث عن الثعبان. بعد قليل شاهد الثعبان يزحف فوق فرع شجرة كبيرة! قال الثعبان:هل توافق على أن تصالحني، ونتعاهد على أن نعيش معاً في أمنٍ وسلامٍ ، وأتركك ترعى غنمك في هذا الوادي كما تشاء، وأعطيك كل يوم ديناراً. وافق الأخ الأكبر، وتعاهد الإثنان على الأمان.

وكلّ صباح كان الأخ الأكبر يذهب إلى الوادي، ويرعى غنمه هناك، وفي آخر النهار يعطيه الثعبان ديناراً.

كَثُرَ مالُ الأخ الأكبر وأصبح غنيّاً. وذاتَ يومٍ تذكّرَ أخاهُ الذي قتله الثعبان، وقال في نفسه: كيف أعيشُ مع قاتل أخي؟ وكيف أصالحهُ وأعاهده؟ لا بدّ أن أتخلّص من هذا الثعبان الشّرير!.

أحضرَ الأخُ الأكبرُ فأساً، واختبأ حتى لا يراهُ الثعبان. وانتظر قليلاً حتى مَرَّ الثعبانُ من أمامهِ فهَجمَ عليه. لكن الثعبان استطاع أن يهرب ، ركضَ الرجلُ وراءَهُ ، وقبلَ أن يدخل الثعبان جحرهُ ضَربهُ بالفأس ضربةً قويةً أخطأت الثعبان، . اختفى الثعبان داخل الجحر وبقي هناك.

قطعَ الثعبانُ عن الرجلِ الدّينارَ الذي كان يُعطيه له كل يوم، ونَدِمَ الرجلُ على ما فعل، وخافَ أن ينتقمَ منهُ الثعبان، فذهب إليه وعرض على الثعبان أن يتصالحا ويتعاهدا من جديد. ابتسم الثعبان وقال:كيف أعاهدك ؟ أنت خائن كذّاب، لا تحافظ على العهد، انصرف بعيداً وإلاّ قتلتك!. 

قصة الدب

كان يا ما كان في قديم الزمان في الغابة الكبيرة ، التي تمتليء بالحيوانات الكثيرة ، الصغيرة والكبيرة الرفيعة والسمينة ، المتوحشة والاليفة ، وبين الأشجار العالية والزهور الجميلة الملونة ، والفراشات التي تطير هنا وهناك  ، بألوانها الجميلة البديعة ، كان يعيش الدب الصغير مع عائلته الكبيرة ، كان الدبُ متضايقاً من عائلته لانها كبيرة جداً ، و قرَرَ أن يعيشَ لوحده ويبتعد عن الجميع وعن كل أصحابه وعائلته ويكون وحيداً حتى يرتاح ، ويفعل كل شيءٍ لوحدة ولا يشاركهُ أحد في أمره ولا ألعابه وطعامه وفراشه ،  فقال : أنا الآن كَبرتُ ، سوف أتركُ أبي وأمي وأعيش وحدي في بيت كبير ، وصلَ الى البيتِ الجديد ، وصارَ يحملُ الأشياءَ وهو فرحان ، ويضع كل قطعة في مكانها ، لكن عندما جلسَ لوحده في البيتِ الكبير ، شعر بالملل بدون أخوته وأمه وأبيه .

لعب ولعب حتى شعر بالتعب ، أخذ يغني بصوتٍ عالٍ ، ولم يزعجه أحد ولم يَقُل له أحد أخفض صوتك ، ولكنه لم يشعر بالفرحِ ، فقال بعد تفكير: لا يقدرُ أحد أن يعيش وحده ، قرر عمل حفلة ودعوة أصحابة وعائلته كلها ، والاعتذار منهم 

كتبَ بطاقاتِ الدعوة ، وراح يستعد للحفلة ويُزينُ البيتَ ، ويُعَلّق فوانيس الزينة والانوار ، واشترى بالونات الملونة الجميلة ، وعلقها مع الفوانيس في السقف ، واشترى كل ما يحتاج للحفلة ، وأخذ يلعب وهو ينظر في المرآة ويضحك ، ودخل المطبخ وهو سعيد وضع الفطائر التى اشتراها ، وصنع الشاي وذهب الى المائدة الكبيرة ، ورتبّ الحلويات والفطائر ولبسَ ثياباً جميلة

وجلس في غرفة المائدة بعد وضع الشاي ، ووضع كل شيء بنظام على المائدة الكبيرة وهو سعيد ، وأنار المصابيحَ وجلس ينتظر أمه وأخواته وأصحابه ، وكان كل شيء جميل جداً وعرف بأنهم سيفرحون بتلك الحفله ، وأخذ يتذكر أمه عندما كانت تعمل له الحفلات  

ومضى الوقت كثيراً  ولم يحضر أحد ، وكان السبب هو أن الدب الصغير ، قد نسى أن يعطى الدعوات لأصحابه ، وأمه واخواته وانشغل بالتحضير واعداد الحفلة

.

 

الساحِرُ الشرير

كان هناك ساحرٌ شريرٌ جداً ، يُلقي البخورَ في النارِ فيحترق الدخان السحري ويسحر عقول الناس ، حتى يسرق منهم حاجاتهم وأشيائهم ًالمختلفة من أموال وأشياء ثمينة وغالية ، وقد صنع الساحر قُبعة سحريةً ، اذا لبسها على رأسه أختفى ولم يظهر منه شيء ، وقد وقف يجرب القبعة ، فجربها الساحر وعرف أن حيلته نجحت وتم صنع القبعة السحرية بنجاح كبير 

عندما نجحت حيلةُ الساحر ، خرج يمشي في الطريق ليخوف الناس ويسرق منهم ما يقدر عليه من الأشياء ، فرأى بائع بالونات فسرق منه البلونات ، فخاف الرجل وركضَ هارباً ، ولمّا رأى الناسُ قبعةً وبالونات تمشي وحدها ،تعجبوا وخافوا وركضوا وهم يصيحون ، عفريتٌ عفريتٌ ، بعدها وصل الساحر إلى دكان رجل يبيع الحلويات ، فأعجبته الحلوى والفطائر اللذيذة ، فوقف تحت القبعة وصار يأكل بشراهة ، وصاحب المحل متعجبٌ يصيح وهو لا يعرف السبب

ذهبَ صاحبُ الدُكانِ والناسُ معه الى الشرطي الذي يقفُ في الشارع ، وأخبروه بما حدث لهم من القبعة ، فقالَ لهم الشرطي ، تحت القبعة ساحرٌ ، أمسكوه ولا تخافوا منه ، رأى الساحرُ الناس وهم يشكون للشرطي ، فخافََ وخلعَ القبعةَ ووضعها على رأس معزة وقال لها ، اذهبي في الطريق ، وانطحي كل من يحاول أن يقترب منكِ ، فنفذت المعزةُ ما طلبهُ الساحرُ منها ، رجعَ الناسُ الى القبعةِ وهم يقولون: الحق مع الشرطي، نهجمُ على القبعةِ ونمسك الساحر، هَجَمَ واحد منهم على القبعة ، وهنا نَطَحَت المعزةُ بقرنَيها نطحةً شديدةً ، تألمَ الرجلُ من النطحةِ التي أصابت بطنه ، فصاح اه اه

أخَذَ الرجلُ يَصرخُ قائلاً :  عفريت وليس الساحر ابدا ، وسمع رجل الشرطة الصياح ، فجاء يركضُ وعرف الحكاية ، تعجب الشرطي مما سمع فنظر الى الارض ، فرأى وراء القبعة آثار المعزة في الطريق ، فعرف السر ، وقال للناس الواقفين : إنها معزة وليست عفريتا أهجموا عليها وامسكوها ، صَدَقَ الناسُ الشرطى عندما نظروا إلى الأرض وشاهدوا آثار أقدام المعزة ، وهجموا علىها  من كل جهة ، وسدوا عليها الطريق ونزعوا القبعة من فوق رأسها ، أخذ الشرطي القبعة وهو يقول : إنها قبعة شريرة جداً ، فمن صنعها يا ترى؟

قص الشرطي القبعةَ بالمقصِ ، وكان الساحر ينظر من بعيد للقبعة بحسرة وحزن  حزناً شديد لانه خسر معزته وخسر قبعته 

الأرانبُ والجَزَر

يُحكى أنه كان هُناك مُزارعٌ يَمتلكُ مَزرعةً فيها الكَثيرمن الجزر ، و في يومٍ منَ الأيامِ اكتشف المُزارعُ أنَّ مَحصولَ الجزر بدأ ينقص شيئاً فشيئاً وتَعَجَبَ المُزارعُ من ذلك ، قررَ المزارع حينها أن يراقب محصول الجزر ليلاً ليتمكن من اكتشاف السبب ليتفاجئ بقطيع من الارانبِ يدخلُ الى مزرعته و يأكلُ كميةً كبيرةً من الجزر

قَررَ حينها المزارعُ أن يَنصبَ لهذه الارانب فَخاً ، و بالفعل قامَ الرجلُ في صباحِِ اليوم التالي بنصبِ عدّة أفخاخ_ جمع فخ_  لقطيع الارانب ، وفي الليلِ عندما أتت الأرانبُ لتأكلَ الجزر وقعت في الفخ الذي صنعهُ المزارع ، بعدها أخذَ المزارع يُفكرُ و يُفكرُ ماذا يفعل بهذه الارانب حتى يتعلموا الدرس ولا يعودوا مرةً أخرى الى المزرعة و يأكلوا الجزر

قرَرَ المزارع أن يقومَ بانتزاعِ أسنانَ جميع الارانب حتى لا يتمكنوا من أكلِ الجزر ، و لكن الغريب أن محصولَ الجزر ظل يتناقص ، جَنّ جنون المزارع، وفي الليلِ كان يُراقب محصول الجزر ليتفاجئ بمجموعةٍ من الارانب تقتحمُ المزرعةَ و تقطف الجزر دون أن تأكله ، غَضِبَ المزارع وأمسكَ بأحدِ الارانب و قال : ما هي الفائدة من أخذِ الجزر وأنتم لن تأكلوه لانه ليس لديكم أسنان ، فَرَدّت عليه الارنب قائلةً : نحنُ نقومُ بصُنعِ عَصيرَ الجزر الطازج و نشربه

القِردُ المُتشائم

 يُحكى أنه في مكانٍ ما كان يعيش قردين تربطهما علاقة صداقة قوية، كان أحدهما متفائل في الحياة بينما الآخر فكان عكسه دائم التشائم، كثيرًا ما يتعرض لمواقف سيئة ، كان القردُ الاولُ قردٌ متفائل دائماً يرى أن الامورَ سوف تسيرُ على ما يُرام ، أما القردُ الآخر فقد كان قرداً دائمَ التَذَمُر ولا يعترف بأن هناكَ خيراً في هذه الحياة ، كانت هناك علاقة صداقة قوية جداً بين القردين ، و في يومٍ من الايامِ قَرَرَ القردين أن يقوما بسرقة احدى المزارع المجاورة والتي كانت مليئة بالموز ، فكما نعلمُ جميعاً بأن القِردَةَ تُحبُ الموز كثيراً

بالفعل ذهب كُلاً من القرد المتفائل و القرد المتشائم الى المزرعة لسرقة أكبر قَدرٍ ممكن من الموز ، وكانت الخطة هي أن يقومَ القِردُ المتفائل بجمعِ الموز من أعلى الشجرةِ ، بينما يقومُ القِردُ المُتشائم بجمعِ الموز الساقطِ من الاشجار في المزرعة ، و بينما كان القردين يسرقان الموز رأى صاحبُ المزرعةِ ما يحدث في مزرعته ، فانطلقَ مُسرعاً نحو القردين و تمكن من الامساك بالقردِ المتشائم وأشبعهُ ضرباً

شَعرَ القِردُ المتشائم بالألمِ و لكن على الرغم من ذلك أقنعهُ القرد المتفائل بالسرقة مرة أخرى ليتكرر نفس الموقف حيث يقومُ الرجلُ صاحب المزرعة بإمساك القرد المتشائم و ضربه ضرباً شديداً حتى لا يعودَ مرة أخرى الى المزرعة ، أعترضَ القردُ المُتشائم على هذه الخطة، فهوَ دائماً الذي يَتَعّرض للضرب من قِبَل صاحب المزرعة فقد كان القردُ المتشائم يظن أن صديقه يَخدعه

في اليوم التالي قررَ القرد المتشائم أن يصعدَ هو الى الشجرة بينما يقومُ القردُ المتفائل بجمع الموز الساقط على الارض حتى إذا جاءَ صاحب المزرعة و رأى السرقة فانه يقوم بضرب القرد المتفائل ليتمكن القرد المتشائم من الهرب بعيداً ، و بينما كان القردين يسرقان الموزَ خرجَ صاحبُ المزرعةِ كالعادة و رأى القردين فقالَ : لقد قمتُ بضربِ القرد الذي على الارض و لم أقُم بضربِ القرد الذي على الشجرة وأمسكَ بالقردِ المُتشائم أعلى الشجرة وضربه ضرباً شديداً

Goatman By: Maryam Al-Alami

Goatman
One day i went to school, my best friend had just bought a new video game that I had wanted for so long.
When I got home, I asked my parents if I could buy the game, but they told me that it was too expensive.
Later that day I found an illegal website. When I logged off the website, I was notified from someone named Goatman: the message read ''You have unlimited wishes, but for every wish you make, you will receive a consequence, you don't know what it is yet, but you will find out soon''. That allowed me to play the video game with my best friend.
I didn't think it was real, so I replied with ''a million dollars'' as a joke. Ten minutes later, my mom came up to me and asked me, “why your drawer is filled with cash?”, My jaw dropped. This actually worked.
Days went by and I wished for basic things like snacks, shoes, and clothes. Something had changed about me; my voice was a lot deeper, I grew a beard and my hands were hairy and swollen.
One day I got a notification from my ex best friend. The message was long and hurtful, so I decided to message Goatman, i had a wish, i wished for my ex best friend to suffer from sleep paralysis for the rest of his life since that was one of his biggest fears.
Goatman replied, he asked me if i was sure, he had never asked me this.
i replied with a yes.
Next day when i woke i was in a black bag it was hard for me to breathe i heard my parents talk about a creature.
What were they talking about?
Now I realised I was the creature, that was my consequence..........

By: Maryam Al-Alami

السندباد والاميرة _ الجزء الثاني

أخبرني رجالُ الحَرَسِ أنّ هذه الجزيرة تابعة للملك "مهرجان"، وهذه الفتاةُ هي ابنته "جُمان"، وقد جاءت مع زوجها الأمير "بسطام" في رحلةٍ للصّيد في هذا العام. فرأت هذا الفهد وأُعجِبَت بجمال جلده فحاولت اصطياده ورمته بالسّهام، فارتدّ إليها محاولاً افتراسها، ولكن عناية الله أحاطت بها في اللّحظة الأخيرة ونجّتها من الهلاك.

 تماثلت الأميرة للشّفاء، فاستقبلتني هي وزوجها بالتّكريم والتّرحاب وسألاني عن إسمي واسم بلدي، وسبب مجيئي إلى هذه الجزيرة المهجورة. فرويْتُ لهم قصّتي، وما قاسيتُ من متاعب وأهوالٍ، فتعجّبا غاية العَجب، وطلبا منّي أن أرافقهما في عودتهما إلى بلدهما ليتعرّف عليَّ الملك "مهرجان".

دخلتُ على الملك، ورويتُ له قصّتي، وقدّمت له جلد الفهد الذي حاول افتراس ابنته. فكان ما ذكرته مُفاجأةً لطيفةً سُرّ لها الملكُ وأمر بتعييني أمينًا لشؤون البحر، وتحصيل الضّرائب عن بضائع كل سفينةٍ تصل إلى ميناء المملكة. سررتُ بهذه الوظيفة جدًا لأنّها تُتيح لي التّعرف بالسّفن القاصدة بلادي. وقد تُتاح لي العودة على إحداها إلى وطني الحبيب. وكثيرًا ما كنتُ أسأل المسافرين والتّجار عن بلدي بغداد فلا أجد بينهم من يعرفها.

 وكم كانت دهشتي شديدةً ذات يومٍ عندما لمحتُ ربان _ كابتن_ السّفينة التي كنتُ مسافرًا عليها، وقد تقدّم مني لدفع الضّريبة عن بضائعه فعرفته فورًا، ولكنه لم يعرفني لأنّ هيئتي وملابسي تغيّرت كثيرًا خلال تلك المدّة المليئة بالأحداث.

سألتُ الرّبان: هل بقي في مركبك شيء من البضائع؟

 فأجاب: نعم يا سيدي، معي بضاعة في مستودع المركب، ولكن صاحبها غرق في البحر عند إحدى الجُزُر، فصارت بضاعته أمانةً لديّ، فقرّرت بيعها، وتسليم ثمنها إلى أهله في بغداد.

 فسألته: وما إسم ذلك الرّجل الذي غرق في البحر؟

 فأجاب: اسمه "السندباد البحري".

 عندئذٍ لم أتمالك نفسي من الفرح والسّرور. فوقفتُ واحتضنتُ الرّبان وقبّلته وأنا أقول له: أُنظر إليّ جيدًا ألستُ أنا السّندباد !؟

 لم يصدّق الرّجل عينيه. ولكنّه لم يكد يتأمّلني حتّى صاح يقول: نعم أنت هو السّندباد، فالحمد لله على السّلامة.

 ثم نادى على التّجار فأقبلوا عليّ يقبّلونني وهُم في دهشةٍ وفرح.

 شعرتُ بالفَخرِ والاعتزازِ وأنا أتسلّم بضاعتي من هذا الرّبان الأمين، والاصدقاء الأوفياء. ثم اخترت من بينها مجموعةً من الهدايا الثّمينة وقدّمتها للملك والأميرة والأمير، وأخبرتهم بما حصل، واستأذنتهم بالعودة إلى بلدي، فأذنوا لي، آسفين لفراقي.

 ركبتُ السّفينة، وعدت إلى بغداد. فلقيتُ الأهل والأصدقاء والأحباب، وأخبرتهم بقصّتي العجيبة. فقاموا يهنّئونني بالسّلامة، ويحمدون الله على نجاتي من المهالك، ويتحدّثون بإعجابٍ عن بطولة السّندباد ووفاء ربّان السّفينة وأمانته.

السندباد والأميرة

كان والدي من كِبار التّجار في بغداد. اشتهرَ بالصّدقِ والأمانةِ في كلّ البلاد. وعندما مات، ترك لي ثروةً كثيرة تضمنُ لي حياةً مريحةً

 ولكنّني منذ صغري، كنتُ أحبّ السّفر والتّنقل في بلاد الله الواسعة، لألتقي بالنّاسِ من مُختلفِ الألوان والأجناس، فأتعلّم وأكتسبُ المعرفة والتّجارب، وأنتصرُ على الأخطار والمتاعب.

 لم تمض سنوات على وفاة والدي حتى أكملتُ استعداداتي لأعيش حياةً كلّها رحلات، أحمِلُ بضاعتي وأرافق التّجار، وأركبُ البحار، وأخوضُ المخاطِرَ والأهوال. وفي كلّ مرةٍ كنت أعود متعبًا، ناويًا ترك حياة الأسفار والمغامرات، لأعيش  مرتاحًا بما لديَّ  من أموالٍ.

 لكن لا تمضي بضعة أشهرٍ حتّى يُعاودني الحنين إلى السّفر ومواجهة الأخطار، فأعِدّ عدّتي وأهيّئ نفسي إلى سفرةٍ جديدةٍ، أُلاقي فيها من الشّدائد والأهوال أكثر ممّا لاقيتُ في سفراتٍ سابقةٍ.

 اتّفقتُ ذات يومٍ وجماعة من التّجار على القيام برحلةٍ نبيع فيها ما حمله إلينا تجّار الهند والصّين من بضائع، فأعددنا عدّتنا، وركبنا مركبًا من ميناء البصرة، فسار بنا في البحر أيامًا وليالي. وكانت الرّيح موافقةً لسير المركب، فلم نشعر بالملل أو التّعب، بل كُنّا نمرّ بجزيرةٍ بعد جزيرةٍ، وننتقل من بحرٍ إلى بحرٍ، ومن برٍّ إلى برّ. وكُنّا في كلّ بلدٍ ننزل فيه، نبيع ونشتري ونلتقي بأهله، ونتعرّف بعاداتهم وأحوال معيشتهم.

 وفي يومٍ من الأيّام، وكُنّا سائرين في عرض البحر، وصلنا إلى جزيرةٍ بديعةٍ، حافلةٍ بالمناظر الطّبيعية. فرسا بنا ربّان المركب_ الكابتن_ على شاطئها، ونزلنا كي نستريحَ من عناءِ السّفر ونقضي بعض حوائجنا. أشعلنا النّارَ لغسل الثّياب وطهو الطعام، ثم جلسنا حلقاتٍ نتحادث ونتسامر. وإذا بصوتِ الرّبان يرتفع في هلعٍ ويدعونا إلى النّجاة بأنفسنا والإسراع إلى المركب، لأن ما ظننّاه جزيرة ما هو إلا سلحفاة بحرية هائلة تراكمت عليها الرّمال، ونبتت عليها الأشجار، فلمّا أشعلنا فوقها النّار، أحسّت بالحرارة فأخذت تتحرّك، ولا بُدّ أن تغوص في الأعماق بعد قليل.

 كان الربّان يقول هذا وهو يجري بأقصى سرعته نحو السّفينة حتّى أدركها مع عددٍ من التُّجار. فسحبوا المرساة، وأقلعوا مُبتعدين عن الجزيرة، غير مُبالين بِمَن لم يستطيعوا اللّحاق بالسّفينة. وكنت لسوء حظّي، في عداد الذّين لم يستطيعوا اللّحاق بها، فبقيتُ مع بعض البحارة ننتظر هلاكنا المحتوم..

 صادفتني، لحسن حظي، قطعة خشبٍ كبيرةٍ. فتعلّقتُ بها، ورحْتُ أجذّف برجليّ، وأتلفّت حولي عساي أجد أحدًا من البحارة. ولكني لم أستطع العثور على أحد.

 بقيتُ على هذه الحال يومًا وليلةً، والأمواج تتقاذفني، حتى أشرفتُ على الهلاك. ولكنّ ريحًا قويّةً هبّت ودفعتني نحو جزيرةٍ عاليةٍ، فيها أشجار مائلة على البحر. فتعلّقت بأحد الأغصان وتسلّقت الصّخور حتّى وصلتُ آمنًا. ارتميتُ على الأرض منهوك القوى، ورحتُ في نومٍ عميقٍ دام ساعاتٍ وساعات.

 عندما استيقظت من نومي، تجوّلت في الجزيرة، فوجدتها طيّبة الهواء، عذبة الماء، فيها فاكهة كثيرة، وطيور متنوّعة الأشكال والألوان. فحمدتُ الله على السّلامة، وتابعتُ سيري. وإذا بي أسمعُ صوتَ حيوانٍ يُشبه الزّئير_صوت الاسد_. فتقدّمتُ صوب الصّوت بحذرٍ، فوجدتُ فهداً أصفر اللّون قد أصابته سهامٌ والدّماء تنزف من جراحه، والشّرر يتطايرُ من عينيه. فتناولت حجرًا كبيرًا وضربته به، وقضيتُ عليه.

 تابعتُ سيري، وإذا بي أرى على بُعدِ قليلٍ فتاةً رائعة الجمال قد سقطت عن حصانها فأُغميَ عليها، وحصانها بجوارها يصهل_ صوت الحصان_ في اضطراب.

 تقدّمت منها ورحتُ أحاول إسعافها. فإذا بِعَدَدٍ من الفرسان يحيطون بنا ويحملون الفتاة ويأخذوني معهم شاكرين لي ما قمتُ به نحو أميرتهم، حتّى وصلنا إلى مخيمٍ كبيرٍ مجهّزٍ بوسائل الرّاحة. فأنزلوني في خيمةٍ خاصّةٍ وقدّموا لي ما أحتاجه من طعامٍ وشراب.

الى اللقاء في الحلقة القادمة

علاء الدين والمصباح السحري_ الحلقة الاخيرة

سارَ الموكبُ إلى قصر السلطان يتقدمه علاء الدين على جواده الأصيل وسط إعجاب أهل المدينة.

 وعندما وصلَ علاء الدين الى السلطان قدّمَ له الهدايا، فوافق السلطان فوراً على زواجه من الأميرة، وعلقت الزينة في كل البلاد احتفالاً بهذا الحدث السعيد .

 أمرَ علاءُ الدين خادمَ المصباح أن يبني له أمامَ قصرِ السلطان قصراً أجمل منه ، وأن يحضر له أجمل الملابس، وأن يقوم على حراسة القصر بحرّاس أقوياء، فتم له ما أراد.

 وعاش علاء الدين مع زوجته الأميرة بسعادة وهناء.

 عاد الساحر إلى بيته بعد أن أغلق باب القبو على علاء الدين، اعتقد أنه سيموت جوعاً وعطشاً.

 لكنه بينما كان ينظر ذات يوم في كتب السحر، علم أن علاء الدين قد نجا من الموت وأنه صار أميراً محترماً بعد أن تزوج بنت السلطان، فكاد الحقد يقضي عليه.

 لكن عقل الساحر هداه إلى حيلة ناجحة تحقق له الاستيلاء على المصباح السحري العجيب.

 قصد الساحر مدينة السلطان وتظاهر أنه مسكين يشتري الأمتعة والأواني القديمة من المنازل. وعندما وصل قصر علاء الدين، صار يدور حوله وينادي بأعلى صوته: من عنده أمتعة قديمة للبيع؟ من عنده ثياب قديمة للبيع؟ سمعته الأميرة، فنادت خادمتها وقالت لها: إن عندنا مصباحاً قديماً متروكاً في إحدى زوايا المطبخ، لماذا لا نبيعه ونتخلص من منظره الكريه؟ اذهبي بالمصباح القديم وأعطيه للبائع

 ولم تكن الأميرة تعلم أن هذا المصباح العجيب هو سر سعادتها وسعادة زوجها.

 ما كاد الساحر يستولي على المصباح حتى طلب خادمه الجني وأمره أن يزيل قصر علاء الدين من مكانه وينقله إلى أقاصي الأرض وأن يعود علاء الدين إلى حالته الأولى فقيراً بائساً. وقد تم للساحر الشرير ما أراد. 

 عاد علاء الدين في المساء إلى قصره فلم يجد له أثراً، فعلم أن الساحر الشرير استولى على المصباح السحري وفعل به ما فعل، فحزن على فراق زوجته الأميرة، وضاقت به الدنيا وحارماذا يفعل!

 وكان علاء الدين يوماً جالساً مع والدته في بيته الصغي حزيناً كئيباً، وتذكر الخاتم السحري الذي أعطاه إياه الساحر الشرير عندما طلب إليه النزول إلى القبو. فرك علاء الدين الخاتم في إصبعه، فظهر له الجني خادم الخاتم، فطلب منه أن يحضر له المصباح السحري في الحال. في مثل لمح البصر كان المصباح السحري بين يدي علاء الدين، فضغط عليه، فحضر الجني، فأمره أن يحضر له الساحر الشرير ذليلا بين يديه.

 نفذ الجني طلب علاء الدين فوراً، وحضر الساحر ذليلاً، فقال له علاء الدين: لن أقابل غدرك وإساءتك لي بمثلها ، وإنما سأعيدك إلى بلادك البعيدة ليتخلص أهل بلدي من شرك .

وفي الحال طار الجني بالساحر إلى بلاده البعيدة .

 ثم طلب علاء الدين من الجني خادم المصباح أن يعيد له قصره وزوجته الأميرة .

وفي الحال عاد القصر إلى مكانه فخماً رائعاً كما كان، وعادَ علاء الدين ليعيش فيه مع زوجته الأميرة في سعادة .

 وحفظ علاء الدين المصباح في مكان أمين لا يستطيع أحد أن يصل إليه .

علاء الدين والمصباح السحري_ الحلقة الثالثة

لما تأكدَ الساحرُ أن علاء الدين لن يسلمه المصباح إلا إذا أخرجه   تَمْتَمَ بكلماته السحرية، وإذا بعلاء الدين يسقط في قعر القبو ثم يقفل عليه الباب وتعود الأرض كما كانت

 بات علاء الدين في ظلام رهيب وهو لا يدري ماذا يفعل. وكان يسمع وقع أقدام الساحر وهو يبتعد شيئا فشيئا، فيزداد خوفه ويتأكد أنه لن يخرج من هذا القبو ، فحزن كثيراً وأخذَ يُفكّرُ في مصيره.

 تناول علاء الدين المصباح وأخذ يعالجه لعله يجد سبيلاً إلى إضاءته، فإذا بالأرض تهتز من تحته ثم تنشَقُ ويظهر عفريتٌ من الجِن هائل الخلقة يصيح بصوت كالرعد: أنا خادم حامل هذا المصباح، مرني فأطيع.

 استعاد علاء الدين شجاعته، وطلبَ من العفريتِ أن يُخرجه حالاً من هذا المكان ويعيده إلى أمه التي طال غيابه عنها.

 وبسرعة كالبصر، وجَدَ علاء الدين نفسه بين ذراعي أمه التي يئست من عودته سالماً بعد غيابه الطويل، وقد أزعجها أنه لم يكن لديها طعام تقدمه له.

 أمسكَ علاء الدين بالمصباح وضغط عليه فظهر له العفريت فأمره أن يُحضر له اثني عشر طبقاً ذهبياً مملوءة بشتى أنواع الطعام. وبعد لحظة، كان أمام علاء الدين وأمه ما لذَّ وطابَ منَ الطعامِ. وفي اليوم التالي باعَ علاء الدين الأطباق الذهبية وعاش مع أمه مرتاح البال.

 وذاتَ يومٍ كان علاء الدين يتنزه أمام قصر السلطان ، فلمح ابنته أمام نافذتها، وكانت شديدةُ الجمال، فتمنى أن يتزوجها.

 ولما عادَ إلى بيته، قَصَّ على أمه ما رآه، وأخبرها عن رغبته في الزواج من الأميرة الجميلة. فقالت له أمه في حنان: إن من يطلب يد الأميرة ينبغي أن يتقرب من السلطان بهدايا ثمينة لم يسبق أن تقدم له بها أحد من قبل .

 أسرعَ علاء الدين إلى المصباح وضغط عليه، فظهر أمامه العفريت فأمره أن يُحضرَ له من الأحجار الكريمة والجواهر الثمينة ما لم يقدم للسلطان من قبل. وفي لمح البصر كان كل ما طلبه علاء الدين حاضراً بين يديه.

 أخذت والدة علاء الدين هذه الهدايا الثمينة وذهبت إلى قصر السلطان وطلبت مقابلته . ولما سمح لها بذلك قدمت هدايا ابنها علاء الدين بين يديه، وقالت له: هذه يا مولاي هدايا ابني علاء الدين. وهو يقدم لكم الولاء والطاعة، ويطلب التقرب من جلالتكم بطلب يد الأميرة للزواج.

 فوافق السلطان على الفور.

 كان للسلطان وزيرٌ ماهرٌ، سبق له أن رأى الأميرة في حديقة القصر، فأعجب بها وأحب الزواج منها. وبات ينتظر الفرصة السانحة لينال موافقة السلطان على ذلك.

 وعندما عَلِمَ أن السلطان سيزوج ابنته من علاء الدين ، دبت الغيرة في قلبه، وقال للسلطان بخبث: إن هدايا علاء الدين أقل بكثير من مكانة الأميرة، فيجب أن نطلب منه يا مولاي أكثر من ذلك وأغلى.

 أحضر السلطان أم علاء الدين وأخبرها أن هدية علاء الدين لا تليق بمقام الأميرة، وطلب منها أن تقدم هدية مقدارها أربعون جرةً مملوءةً بالذهب والأحجار الكريمة يحملها أربعون خادماً لابسون أجمل الثياب وأغلاها، يدخلون القصر في موكبٍ فخمٍ، يتقدمهم علاء الدين.

 دُهِشَت أمُ علاء الدين لضخامة ما طلبه السلطان هدية لابنته ، بينما كان قلب الوزير يكاد يطير فرحاً لاعتقاده أن علاء الدين سيعجزُ عن تقديم هذه الهدية ، وبذلك تظل الأميرة من نصيبه .

 أخبرت أم علاء الدين ابنها بطلب السلطان وهي مضطربة، ولكن علاء الدين طمأنها... وبلمح البصر كان كل ما طلبه السلطان جاهزاً، بفضل  خادم المصباح العجيب . الى اللقاء في الحلقة القادمة 

علاء الدين والمصباح السحري _ الحلقة الثانية

لم يكن الرجل الغريب صديقاً لوالد علاء الدين، ولم يكن يعرفه ، بل كان ساحراً ينظر في كتب السحر والتنجيم . قرأ مرة أنه يوجد في إحدى مدن الهند البعيدة كنزٌ عظيمٌ في داخله مصباح عجيب ، من استطاع الحصول عليه فتحت أمامه كنوز الأرض. كما قرأ أن هذا الكنز لا يستطيع الوصول إليه إلا ولد اسمه علاء الدين، والده خياط ، وهو يسكن في إحدى المدن البعيدة . 

اهتم الساحر للأمر، وأعد عدته للسفر للبحث عن علاء الدين. ووصل بعد مشقة وعناء وتعب إلى بلد مصطفى الخياط، وفي أحد الشوارعالرجلُ علاء الدين من بين أولادٍ يلعبون، إذ وجد في وجهه العلامة التي قرأها في كتب السحر. 

ولما سأله الساحر عن اسمه واسم أبيه، تأكد أنه هو الطفل المطلوب، فاحتال على والدته وأوهمها بأنه صديق زوجها، وأخذه ليحقق بغيته. 

سار علاء الدين برفقة الساحر الشرير أياماً طويلة حتى تورمت رجلاه ، وكاد يموت جوعاً وعطشاً ، وتوسل إلى الساحر أن يتلطف به ويدعه يرتاح أثناء الطريق. لكن الساحر المتلهف إلى الحصول على المصباح كان قاسي القلب ولم يرحم الطفل المسكين.

 وصل الساحر إلى بلده البعيد، فأخذ علاء الدين إلى بيته وبدأ يعلمه بعض الفنون السحرية التي تساعده في الحصول على المصباح العجيب.

 ولما أصبح علاء الدين شاباً قوياً، أخذه الساحر في أحد الأيام إلى غابةٍ كثيفةٍ خارج البلدة، وأمره أن يجمع له الحطب ويشعل فيه النار.

 فعل علاء الدين ما أمره به الساحر. ولما ارتفعت ألسنة النار، وقف الساحر يتمتم أمامها بكلمات غامضة غريبة. فأظلمت السماء وحدث دويٌّ عظيم يكاد يصم الآذان ، وانشقت الأرض عن قبو كبير في نهايته نفق مظلم طويل .

 خاف الساحر واقترب من علاء الدين وأعطاه خاتماً سحرياً وقال له: إنزل إلى هذا القبو وسر في النفق حتى تصل إلى نهايته، وهناك تجد على أحد الرفوف مصباحاً قديماً، فجئني به.

 أخذ علاء الدين يرتجف من الخوف، وبدت عليه علامات التردد، ولكن الساحر هدده بالعقاب الشديد وقال له: إن الخاتم سوف يحميك من الأرواح الشريرة التي قد تصادفها في النفق .

 نزل علاء الدين إلى القبو وسار في النفق الطويل وبحث عن المصباح حتى وجده وعاد به مسرعاً ، ومد يده للساحر ليساعده على الصعود إلى سطح الأرض ..

 رفض الساحرُ أن يمد يده لإخراج علاء الدين وقال له: أعطني المصباح أولاً حتى أساعدك في الخروج .

 خاف علاء الدين من تصرف الساحر ، ورجاه أن يساعده في الخروج من القبو أولاً ، وأصر الساحر أن يأخذ المصباح أولا.

الى اللقاء في الحلقة القادمة

علاء الدين والمصباح السحري _ الحلقة الاولى

كان مصطفى خياطاً ماهراً وكان يعيش في إحدى المدن البعيدة. كان يفتح دكانه باكراً، وينصرف إلى عمله بجد ونشاط لكي يربح بعض النقود القليلة ليعيل بها زوجته وابنه الصغير علاء الدين، وقد عاش فقيراً.

 مات مصطفى الخياط وترك ابنه في رعاية والدته، فاعتنت بتربيته وتعليمه. ولكنه كان كسولاً، وكان يغافلها ويهرب من البيت ليلعب مع الأولاد .

 وفي يوم من الأيام، زار المدينة رجل حسن الهيئة، له لحية طويلة. وتجول في شوارع المدينة حتى وصل إلى منزل مصطفى الخياط وشاهد بقربه أطفالاً يلعبون. تأملهم، ثم تقدم نحو علاء الدين وسأله: ما اسمك يا ولدي ؟

فأجابه : اسمي علاء الدين.

- وما اسم والدك يا ولدي؟

- اسمه مصطفى الخياط ، وقد توفي منذ زمن قريب.

 فأقبل الرجل الغريب على علاء الدين وضمه إلى صدره وقبله بحرارة وقال: رحم الله والدك يا بني، فقد كان صديقي الحميم.

 ثم أخذه إلى السوق واشترى له ثياباً جديدة وعادا معا ًإلى البيت.

 خافت أم علاء الدين لما رأت ابنها بين يدي الرجل الغريب ، ولكنه طمأنها وأخبرها أنه صديق زوجها مصطفى الخياط ، وأنه كان قد سافر إلى بلاد بعيدة منذ زمن بعيد ، وجاء الآن ليقدم لها العزاء بوفاة زوجها. ورجاها أن تسمح له بأن يأخذ علاء الدين ليعيش في رعايته فترة من الزمن يغمره فيها بحنان الأب وينسيه مرارة اليتم ، وقال لها: إن كل ما أقوم به نحو هذا الطفل ما هو إلا جزء يسير مما يفرضه عليّ واجب الوفاء نحو صديقي العزيز الراحل.

 ترددت والدة علاء الدين أول الأمر، ولكن الرجل ألح عليها، فاضطرت أن تشكره وسمحت لعلاء الدين بمرافقته ، ورجته ألا يطول غياب ابنها عنها .

 قبّلَ الرجل ُعلاء الدين بحنان وأخذه معه في طريق طويل .

 الى اللقاء في الحلقة القادمة ان شاء الله 

 

الاصدقاء الثلاثة

كان في مدينتنا ثلاثة أصدقاء، كان طبعهم الوفاء والتسامح والإخلاص. وكان كل واحد منهم يمدّ يد المساعدة لصديقه في حال فقره . كما كانوا لا يفارق الواحد منهم الآخر. فمجالسهم واحدة، وسهراتهم واحدة، وأكثر أوقات فراغهم يقضونها معا

وكان واحد من الثلاثة غنياً، أقبلت عليه الدنيا،  إلا أنه كان لا يحب أن يعيش هكذا وحده دون صديقيه. فغالباً ما كان يمدّ لهما يد المساعدة من غير منّة . وكان الصديقان لا ينسيان معروف صديقهما. فما إن يتوفر لدى أحد منهما المال حتى يعيده إلى ذلك الصديق الغني الميسور

غير أن هذه الأمور غير ذات قيمة أمام العاطفة التي كان يظهرها كل منهم للآخر إذا ما أصيب بمرض أو مرّت عليه فترات حزن أو مصاعب. وهنا تعرف الصداقة عندما يبتعد الصديق عن أنانيته وحبه لذاته ويكون وفيّا ودوداً لصديقه. وبما أن الصديق الميسور لم يكن بحاجة إلى البحث عن عمل ليحصل على رزقه، فقد بقي في هذه المدينة. أمّا صديقاه فودّعاه في يوم، وسافر كل منهما إلى مكان يسعى فيه وراء الرزق الحلال الشريف

كان الوداع مؤثّرا. ثلاثة أصدقاء يودع الواحد منهم الآخر بعد أن عاشوا معاً فترة طويلة، وكل منهم يشعر أنه جزء من الآخر

بقي الصديق الميسور في المدينة، وكان على غناه مبذراً، فظل ينفق دون أن يقيم وزناً لما لديه من مال، وتبدّل الزمان معه، فانتقل من غنى إلى فقر، وباتت عائلته بحاجة إلى المال لتسدّ حاجة طعامها وكسائها. ولكن من أين يأتي الصديق بالمال؟ فصديقاه الآخران قد رحلا، وليس له غيرهما في المدينة. فأمضى أكثر أوقاته حزينا يعاني ألم البعد وحسرة الفقر والحرمان

وفي يوم قالت له زوجته: لماذا لا ترسل يا حامد رسالةً إلى أحد صديقيك تخبره فيها مدى حاجتك إلى المال؟
فقال حامد: إني أشعر بالخجل كلما فكرت في أمر كهذا

فقالت الزوجة: غير أنك كنت تساعد كلاً منهما في حالة ضيقه، ومن غير أن تشعره أن لك عليه منّة، والصديق عند الضيق

وراحت زوجته تلحّ عليه حتى أقنعته، فبعث برسالة إلى أحد صديقيه يطلب فيها بعض المال

وصلت الرسالة إلى الصديق وحزن حزناً شديداً لحالة صديقه حامد، فأرسل إليه فوراً مبلغاً كبيراً من المال. ومرّت الأيام وإذا بالمال يصل إلى حامد، فيتسلمه مسروراً مقدّراً صنيع صديقه معه مؤكدا لزوجته أن صديقه وكما قالت له، وفيّ له كل الوفاء

غير أن المال الذي وصل إلى حامد لم يبق طويلاً لديه، إذ وصلته رسالة من صديقه الثاني يشكو له فيها قلة عمله، وحالة فقره وعوزه، ويطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال لأنه في غربة لا يعرف الناس فيها بعضهم بعضا

رقّ قلب حامد على حال صديقه وأرسل إليه كل المال الذي كان قد تسلمه من صديقه. وعاد حامد إلى ما كان عليه من حاجة، وعادت عائلته تعاني ما تعاني من الجوع والفقر

في هذه الأثناء، تقلبت الحال مع صديق حامد الذي طلبت زوجته أن يرسل إليه رسالة يطلب فيها مساعدته. فكتب إلى الصديق الثاني الذي لم يجد عملا في غربته يطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال

وكان الصديق الذي لم يجد عملاً بعد قد تسلّم المال من حامد. وما إن وصلت إليه رسالة صديقه حتى أرسل إليه كل المال الذي تسلمه من حامد. وعندما وصل المال إليه وجد أنه المال الذي سبق له أن أرسله إلى صديقه حامد

وهنا ترك المكان الذي يعمل فيه وعاد إلى المدينة وزار أول من زار حامداً. وفوجئ حامد بعودة صديقه. فكان لقاء من أطيب ما عرفه الصديقان من لقاءات، وقال الصديق لحامد: أتعرف ما وصلنا من صديقنا البعيد؟ وصلني المال الذي أرسلته إليك

 وهنا عرف الصديق ما فعله حامد بالمال، فاعتزّ كثيراً بصداقته، كما اعتز بصداقة صديقهما الغائب 

ومرّت فترة قصيرة، وعاد الصديق الغائب إلى المدينة. وكانت حال كل منهم قد تحسّنت، فعادوا إلى الحياة التي عاشوها من قبل. وهكذا عرفت فيهم هذه الدنيا مثال الصداقة والنبل والوفاء

النمر والسلحفاة

كانت الغابة في ذلك اليوم خضراء ربيعية، والشمس تشرق من وراء السفوح الندية، والعصافير في زقزقة عالية،خرجت الحيوانات تفتش عن طعامها في كل أنحاء الغابة ، مضيفة إلى الطبيعة الهادئة حركة للحياة، ترافق قرص الشمس الذي بدأ يشيع الدفء في أرجاء الغابة.

وبينما الحيوانات في هدوء وأمان والطبيعة تكمل نهوضها الجميل من العتمة، انتشر في الغابة صوت أخاف جميع الحيوانات، فراحت تركض مذعورة تاركة بحثها عن الاكل. وكان الصوت يقترب، وكانت الحيوانات تزداد ر

فجأة ظهر نمر مرقّط الجلد، ، أغضبه أنه لم يجد منذ الفجر فريسة ينقضّ عليها ليفترسها. وبينما كان يقفز من مكان إلى آخر وجد فجأة سلحفاة صغيرة لم تستطع أن تصل إلى مخبئها لبطئها في السير ولثقل ما تحمل على ظهرها.. وقف النمر أمامها فقال لها: " أليس في الغابة حيوان آخر يشبع رغبتي في الطعام؟ "

فقالت السلحفاة: "ها أنت تراني يا سيدي النمر وحيدة لا أستطيع الوصول إلى أيّ مكان بالسرعة التي يصل بها بقية الحيوانات." 

قال لها : "أسكتي أيتها اللعينة. إنني منذ الفجر أفتّش عن أرنب أو غزال أو بقرة أو ثعلب أو ديك، فلم أجد أيّ حيوان. وها أنا قد أشعربالجوع وسآكلك رغم أنك لن تشبعي رغبتي في متابعة التفتيش عن فريسة.

قالت السلحفاة باكية: " ألا تراني صغيرة جدا يا سيدي النمر؟ إنني لا أغنيك عن فريسة كبيرة. ولو أنّك أكلتني لما شعرت بأي شبع وستظل معدتك خاوية،وعليك بالبحث عن ما هو أكبر مني."

فقال النمر غاضبا: " لا تحاولي إقناعي أيتها السلحفاة. فأنا جائع ولن يمنعني شيء عن افتراسك."

قالت السلحفاة وقد علمت أنها لا محالة هالكة: "إذا أردت افتراسي يا سيدي، فكل ما أرجوه أن أشبعك قليلا لأني أخاف عليك من الجوع، ولكن لي رجاء عندك."

"ما هو هذا الرجاء ؟ " قال النمِ

فقالت السلحفاة: " لا تعذّبني قبل أن تأكلني، أرجوك ."

فقال النمر:" كيف تختارين موتك أيتها السلحفاة؟"

فقالت: باستطاعتك أن تدوسني بقدميك أو أن ترميني من مكان إلى مكان أو أن تضعني فوق أعلى غصن في هذا الشجر، أو أن تضربني بجذع شجرة التفاح الضخمة، ولكن كل ما أطلبه منك هو ألا ترميني في هذا الماء الجاري."

فقال النمر: "لا تريدين أن أرميك في النهر" ؟.

" نعم، أرجوك"، قالت السلحفاة.

وهنا ضحك النمر، وقال للسلحفاة: " لن أفعل بك إلا ما يخيفك .

راحت السلحفاة تبكي, غير أن بكائها كان تصنّعا واحتيالا. كانت تتمنّى من أعماق أعماقها أن يرميها في النهر. وظهر عليها أنها حزينة ، ثمّ أخذ السلحفاة ورمى بها في النهر.

غرقت السلحفاة أولاً ثم عامت فوق الماء وقالت للنمر: "ما أغباك أيها النمر! لو فعلت بي غير هذا لكنت قتلت. لكن الماء وحده هو الذي ينقذني لأني أجيد السباحة".

غضب النمر وأرسل صوتا أخاف السلحفاة رغم وجودها في مكان لا يستطيع النمر أن يصل إليها وهي فيه. ثمّ قال: "أخرجي من الماء أيتها السلحفاة"!

فقالت السلحفاة وهي تضحك: " لن أخرج أيها النمر".

"أخرجي"! قال لها بصوت أقوى.

فضحكت ثانية وقالت: " لماذا لا تأتي وتأخذني من هذا الماء؟ بأي حق يجوز لك أن تفترسني؟ ألأنك رأيتني صغيرة جدا فظننت أنك بكبر حجمك وقوة جسدك تستطيع أن تفعل ما تريد؟ ألا تعلم أن لي عقلا رغم صغر حجمي أستطيع أن أنقذ نفسي بواسطته من افتراسك لي؟ كفى تجبّرا أيها النمر واذهب من هنا".

شعر النمر كأنه يتمزّق. فلم يسبق له أن سمع من أي حيوان في الغابة كلاما مثل هذا الكلام الذي تقوله السلحفاة. ثمّ قال: " إنني أنذرك أيها السلحفاة! إما أن تخرجي وإما أن أقفز في الماء وعندها ستندمين".

" لن أندم أيها النمر"، أجابت السلحفاة.

جمع النمر قواه وقفز في الماء وإذا به يقع في الموج ويحاول الخلاص، إلاّ أنه كان يغرق في الماء بينما كانت السلحفاة غارقة في الضحك ....

 

التوأمان الغامضان الحلقة الاخيرة _ سالي الخفاجي


و بعد ساعة من المشي، وصلت ماريا إلى الغابة. كانت ماريا سعيدة. وانتظرت حتى حل الليل و ظهر القمر. كانت ماريا على وشك وضع التمثال تحت ضوء القمر، حين سمعت فجأة صوتا فوجدت التوأمان خلفها.
ًقال التوأمان: " إعطنا التمثال حالا ".
فأجابت ماريا: " مستحيل. أنا أعلم أنكما تحت تأثير اللعنة، و أنا أعرض عليكم المساعدة، فدعوني أضع التمثال تحت ضوء القمر 
أخرج كل من التوأمين سكيناً من جيبهما، و اقتربا من ماريا. شعرت ماريا بخوف شديد. و بعد ثوان قتل التوأمان ماريا، و حطما التمثال، و دفنا جثة ماريا، ووضعا التمثال بجانب جثتها
لم يعلم أحد بهذاولم يُحَل لغز التوأمين حتى الان 

التوأمان الغامضان_ الحلقة الرابعة

عرفت ماريا أنها لا تستطيع ان تخبر أحدا بما توصلت إليه. و بعد الكثير من البحث في الكتب القديمة، وجدت كتاباً عن تمثال التوأم، كُتِبَ فيه الحل، و هو وضع التمثال في غابة تحت ضوء القمر.

فرحت ماريا و خرجت من البيت، حاملة التمثال في حقيبة. انطلقت سيراً الى الغابة في الساعة الرابعة و ثلاث و أربعين دقيقة. بقيت دقيقتان على شروق الشمس. و عندما كانت تسير، سمعت اصواتاً فذهبت لتعرى مصدر الصوت. في هذه اللحظة ظهر التوأمان حاملين سكيناً وهما يتجهان نحوها. كانت ماريا خائفة، ولم تكن تعلم ماذا عليها أن تفعل. أغمضت عينيها، وفي نفس الوقت حل الصباح. فتحت ماريا عينيها فلم تجد التوأمين. كانا قد اختفيا.
شعرت ماريا باستغراب شديد...
و أكملت الطريق.....

THAT WAS MY PLAN FROM THE START…

THAT WAS MY PLAN FROM THE START…
By: Maryam Al-Alami

“I didn't mean to kill her”, I said to everybody around me.
“My girlfriend was really popular, and extremely pretty, but I didn't care about looks, I liked her for her personality. But I, on the other hand, had no friends, looked kind of nerdy and was really shy. She was always so sweet to me, almost too sweet...
However, for some weird reason, she always had bad luck. First, her dad died, then some idiot killed her puppy and put it in her mailbox, and as if it couldn't get any worse, she fell down from the ninth floor and hit a bush, which made her handicapped so she had to sit in a wheelchair for the rest of her life.
Me and a crowd of people, stood beside her mailbox with her dead body in it....”.
"I didn't mean to kill her", I said while fake tears rolled down my cheeks, “but deep down I knew that I did mean to kill her, it was all my plan from the start.
Maybe if she wasn't so pretty and popular and maybe if I wasn't so jealous, this wouldn't have happened…”. 
Thursday, 18 November 2021

التوأمان الغامضان _ سالي الخفاجي الحلقة الثالثة


وعندما جاءت الشرطة، ووصل رجال الإسعاف، بدأوا التحقيق. و كانت هناك شرطية اسمها ماريا. كانت ماريا ذكية و كانت تحقق في هذه القضايا الثلاث. لاحظت الشرطية انه في كل هذه القضايا، كان التوأمان موجودين. و بعد ساعة من البحث، تركت الشرطة ورجال الاسعاف المكان، لكن ماريا أسرعت إلى البيت الذي مات فيه والدا التوأمين، وسألت الجيران عما اذا كانوا قد رأوا شيئا غريبا في اليوم الذي مات فيه والدا التوأمين. نفى الجيران أن يكونوا لاحظوا شيئا، ولكنهم أكدوا بأن طَرْداً كان موجودا امام المنزل، فتذكرت ماريا ان التحقيق كشف عن وجود طرد، بجانبه تمثال مكسور.
وعندما تم إصلاح التمثال أدركوا أنه تمثال لتوأمين. كان التمثال في مركز الشرطة. ذهبت ماريا الى هناك، و اخذت التمثال الى منزلها. و في الليل بدأ التمثال يضيء، فاستغربت ماريا واقتربت منه، فرأت عبارة مخطوطة عليه هي: "من يكسر التمثال ستدخل فيه روح شريرة".
و في هذه اللحظة عرفت ماريا ان التوأمين قد كسرا التمثال، و هما من كانا وراء هذه الجرائم.وفكرت ماريا في طريقة لحل هذه المشكلة الى اللقاء في الحلقة الرابعة .....

التوأمان الغامضان _ سالي الخفاجي الحلقة الثانية

القصةُ غير مناسبة لمن هم دون الصف السادس

وعندما وصلت الشرطة والاسعاف، تفقدوا المكان ليعرفوا ماذا حصل، وكيف قُتل الأب والأم 
لكنهم لم يجدوا أي دليل ، فنقلوا التوأمين الى دار الايتام. كان التوأمان يلعبان  بشكل عادي مع بقية الأطفال
وبعد يوم كان على الجميع أن يذهبوا في سفرة مع المديرة، لكن التوأمين تظاهرا بالمرض، فبقيت إحدى الموظفات معهما. وفي الليل بعد نوم التوأمين، ذهبت الموظفة الى فراشها. و بعد ساعة نامت الموظفة نوماً عميقاً. و فجأة استيقظ التوأمان، و ذهبا الى جميع الغرف، و حطما كل ما فيها من أشياء، و بعدها عادا الى غرفتهما
و في الصباح عندما عاد الجميع من السفرة، فوجئوا بما حدث، لكن أحداً لم يظن بأن التوأمين هما الفاعلان، بل ظنوا أن لصاً قد دخل دار الأيتام، وحطم كل شيء فيه. ولهذا استدعوا الشرطة، لكن لم يكن هناك أية أدلة أو آثار تشير إلى الفاعلين. أغلقت الشرطة القضية وسُجلت بإسم مجهول. وبعد يومين من ترميم محتويات الدار، عادت الدار كما كانت. لعب الجميع لكن كان هناك ولد يزعج التوأمين. و في الليل، وعندما نام الجميع، استيقظ التوأمان و هما يحملان سكينا و ذهبا الى الولد، و قتلاه، و بعدها عادا الى الغرفة
و في الصباح، عندما وُجِد الولد ميتا. الى اللقاء في الحلقة الثالثة 

التوأمان الغامضان _ بقلم سالي الخفاجي من الصف السادس

القصة غير مناسبة لمن هم دون الصف السادس

في يوم من الايام، وُلد توأمان: ولد وبنت. و بعد سنة من ولادتهما، وصل طردان الى منزلهما لا يحملان إسم المرسل، أو عنوانه. ولكنهما أخذا الطرد الى الداخل، و فتحاه، و وجدا في داخله تمثالا لتوأمين.
وبينما كانا التوأمان يلعبان، كسرا التمثال، وشعرا أن هناك تغيرا في جسمهما وشكلهما. وفي الليل، وعندما نام الجميع، استيقظ التوأمان فجأة، وهما يحملان روحا شريرة. ذهبا الى المطبخ و حمل كل منهما سكينا،  و دخلا غرفة أبيهما وأمهما، وبقوة أغمدا السكين في قلبيهما.
  وفي الصباح، عندما جاء الجيران، وجدوا  باب البيت مفتوحاً، فدخلوا، ثم ذهبوا إلى غرفة القتيلين، و شاهدا التوأمين في الغرفة، و والداهما ميتين، والدم يصبغ أجزاء من الغرفة.
اتصل الجيران بالشرطة والإسعاف .

قِصة الكلب الطمّاع

يُحكى أن ذاتَ يومٍ كان هُناكَ كلبٌ سَرَقَ قِطعةً من اللحم من احدِ المنازل، ثم هربَ مُسرعاً حتى لا يلحق به أحد، أخذَ الكلبُ يركضُ ويركضُ حتى وصلَ الى النهرِ ، وحاول عبورهُ ليصلَ الى منزلهِ، ويَستمتِعُ هناكَ بأكلِ قطعةَ اللحمِ .  نظرَ الكلبُ الى النهرِ فوجدَ انعكاسَ صورته في الماءِ، فظنّ أن هناك كلباً آخر يحمِلُ قطعةً أخرى من اللحمِ، فقررَ الكلبُ الطمّاع أن يأخذَ قطعةَ اللحمِ من فَمِ هذا الكلب، وبمُجرَدِ أن لَمَسَ وجهَهُ الماءَ وإذا بقطعةِ اللحمِ تسقطُ من فمه وتسيرُ في مجرى النهر، حاولَ الكلبُ الطمّاع إسترجاعَ قطعةَ اللحمِ من المجرى ، ولكنه لم يستطع ، وخَسِرَ قطعةَ اللحم بسبب طَمَعِهِ وجَشَعِه 

الحوتُ الظالمُ والسمكةُ الذكية

  كان في قديم الزمان هناك حوتٌ ضخمٌ يتغذى على الأسماك الصغيرة بجميع أنواعها، وكان يلتهم كل ما يقابله من أسماكٍ ولا يُفَرّقُ بين أحد، وعلى الرغم من أنه من الطبيعي أن يتغذى الحوت على الاسماكِ ، فهذه الطبيعة التي خلقها الله عز وجل به، ولكن هذا الحوت يلتهم ويقتل الاسماك متعمداً حتى لو كان غير جائع، لأنه كان يكره الاسماك ويحقد عليها كثيراً، ويشعر بسعادةٍ كبيرة كلما قتل المزيد والمزيد من الاسماك المسكينة، وكانت جميع الاسماك تكرهه وتتمنى أن يأتي اليوم وتتخلص منه ومن شره   

و ذاتَ يومٍ جاءت سمكةٌ صغيرةٌ ذكيةٌ وجلست بالقربِ من أذن الحوتقالت له : السلام عليك أيها الحوت الضخم، ردّ الحوتُ : مَن أنتِ ؟ قالت السمكة : أنا سمكة صغيرة جداً ولكن لدي فكرة رائعة لك، قال الحوت في سُخرية : وماهذه الفكرة قوليها على الفور وإلا التهمتك، شعرت السمكةُ الصغيرةُ بالخوفِ الشديدِ ولكنها أصرت أن تمضي في خطتها، وقالت للحوتِ : أنك دائماً تأكل الاسماك، ألم تمل من ذلك وتريد أن تُجرب طعماً جديداً؟  قالت السمكة : هل جَربتَ مِن قَبل طَعَمَ الإنسان ؟ أنه لذيذٌ جداً وشَهي، أحَسّ الحوتُ برغبةٍ شديدةٍ  أن يجريب هذا الطعم، وأخَذَ يسألُ السمكةُ في اهتمامٍ : ولكن أينَ أجدُ هذا الانسان ؟ قالت السمكة : يُمكنك الصعود على سَطحِ البحر وستجدُ قَواربَ كثيرة تَحملُ أُناس كثيرين، افتح فَمَكَ الكبير وابتلِع القارب بكُلِ مَن فيه . 

وكان هناك صياداً يعيشُ في قريةِ السعادةِ التي تقعُ بالقُربِ من شاطئ البحر، وخرجَ يومها للصيد وأخذَ يبتَعِدُ ويبتعدُ للبحثِ عن المزيدِ من الاسماكِ، ولكنه وجدَ نفسهُ فجأة أمامَ الحوتِ الكبيرِ الذي فتح فمه وابتلعهُ مع قاربهِ الصغير، وفي ثواني معدودة وجد الصيادُ نفسهُ مع قاربهِ في بطن الحوت، أخذَ يُفكرُ في طريقةٍ للخروجِ فأخذَ يضربُ أحشاءَ الحوتِ بكُل ما أوتي مِن قُويةٍ، فَشَعَرَ الحوتُ بألمٍ شديدٍ في بطنه، فنادي : ماذا تفعلْ أيُها الانسان ؟ قال الصيادُ : انني أتَمَرنُ ، قال الحوت في غضبٍ : توقفْ عن ذلكَ فأنتَ تؤلمني بشدة، قال الصيادُ : لن أتوقفَ إلا لو سمحتَ لي بالخروجِ، اشتدَّ غضبُ الحوت وقال : لن أدعكَ تخرجْ عقاباً لكَ على ضرباتك  

فقامَ الصيادُ بجمعِ بعض الاخشابِ من قاربه الذي ابتلعه الحوت واشعلَ فيه النيران ، فأحسَّ الحوتُ بالالامٍ شَديدةٍ جداً فنادي قائلاً : ماذا تفعل أيها الانسانُ ؟ قال الصيادُ : الجَو باردٌ جداً وأريدُ أن أتدفئ فاشعلتُ بعض الحَطبِ، قال الحوت : اطفئها انك تحرقني، قال الصيادُ : لن اطفئها حتي تسمح لي بالخروج . في هذه  الاثناء كانت السمكة الصغيرة لا تزال تجلس عند اذن الحوت تُراقب ما يحدث، فقالت السمكة للحوت : يبدو أن هذا الانسان غير عادي فلابد أن تسمح له بالخروج، فقررَ الحوتُ أن يسمح للصيادِ بالخروجوقال له : سافتح فمي وانت اخرج بسرعةٍ، قال الصيادُ : لقد تحطمَ قاربي وعليك أن تضعني بالقرب من الشاطئ حتى لا أغرق، قال الحوت : هذه فرصتك الاخيرة إما ان تخرج وإلا لن أسمح لكَ بذلك أبداً، ردَّ الصيادُ في ثقةٍ : افعل ما تشاء وسوف استمر انا باشعال المزيد من الاخشاب، اشتدَّ الالمُ على الحوت حتى أصبحَ لا يطاق، فهَمَسَت السمكةُ الذكيةُ في أذنه : الافضل أن تضع هذا الانسانُ على الشاطي والا سيتسببُ في قتلِكَ، وبالفعل انطلقَ الحوتُ الى الشاطئ، حيث تجمعَ العديدُ من الصيادين يبحثون عن زميلهم الِصياد الذي تأخرَ كثيراً، وبينما هم كذلك رأوا الحوت الضخم يقترب منهم، فاطلقوا عليه السهامَ من كل جانب، ولم تمض لحظات قليلة حتى كان الحوت جثة هامدة، وخرج الصيادُ سالماً وعَمّت الفرحة الشاطئ وأعماق البحار بعد أن تخلصت الاسماك من الحوت الظالمِ 

قصة أندروكليس الحلقة الثانية والاخيرة

أخذ الأسدُ أندروكليس إلى كهفه، و اعتادَ في كل يومٍ على إحضارِ لحمِ ليعتاش أندروكليس عليه. ولكن بعد فترة  أُسِر كلٌ مِنَ أندروكليس والأسد، وحُكِمَ على أندروكليس أن يُلقى إلى الأسدِ، بعد أن أُبقِيَ الاسد دون طعامٍ لعدةِ أيامٍ.

وجاء الإمبراطور وكل من في قصره لرؤية المشهد، واخذوا أندروكليس إلى وسط الحَلَبَةِ. وسرعان ما أُطلِقَ الأسدُ من عرينه، وهَرَعَ يتقافز ويزأر تجاه ضحيته. ولكن بمجرد أن اقتربَ مِن أندروكليس عرف الأسدُ صديقه، وتودَّد إليه.

استغرب الإمبراطور مِن ذلك، واستدعى أندروكليس ليَمثُلَ أمامه، فحكى له القصَّة كاملة. وعندها تم العفوعن أندروكليس وأُطلِقَ سراحه، وأطلِق الأسدُ ليعود إلى غابته الأصلية.

اندروكلوس -الحلقة الاولى

يُحكى أنهُ في روما (عاصمة ايطاليا ) عاشَ شابٌ فقيرٌ إسمه أندروكلوس. كان  يعمل لدى رجل شرير وحشي ، كان يقسو عليه كثيراً لدرجة أن أندروكلوس هربَ منهُ بعيداً.

 أخفى أندروكلوس المسكينُ نفسهُ في غابةٍ بَريّةٍ لعدةِ أيامٍ ، ولكن لم يكن هناك طعامٌ يُمكنُ العثور عليه ، فصارَ ضعيفاً ومريضاً لدرجةِ أنه اعتقدَ أنه سيموت. و في أحدِ الأيامِ تَسلَلَ إلى كهفٍ واستلقى ، وسرعان ما غَطَّ في نومٍ عميقٍ.

 بعد فترةٍ من الوقت استيقظَ لسماعهِ صوتاً مخيفاً . جاءَ أسدٌ إلى الكهفِ وكان يزأرُ – الزئير صوت الاسد - بصوتٍ عالٍ. كان أندروكلوس خائفًا للغاية ، لأنه كان على يقين من أن الأسدَ سيقتله. ومع ذلك ، سرعان ما رأى أن الأسدَ لم يكن غاضباً ، لكنه كان يعرجُ كما لو أن قدمه قد جُرِحَت.

 كان أندروكلوس جريئاً و قامَ بالكشفِ عن قدمِ الأسد لمعرفة ما الأمر. وقفَ الأسدُ صامداً و مَسَحَ برأسه على كتف أندروكلوس. بدا و كأنه يقول له :

 "أعرف أنك ستساعدني".

 رفعَ أندروكلوس مخلبَ الأسدِ من الأرضِ ، ورأى أن شوكةً طويلةً حادةً دخلت في قدمِ الأسد. فأمسكَ بنهايةِ الشوكة في أصابعه. ثم  سحبها بقوةٍ وسرعة فخرجت. كان الأسدُ سعيداً جداً. و قفزَ على صديقه يعانقه. 

العجوزة التي تسكن الحذاء - الحلقة الاخيرة

دخلَ قويُ الذراعِ بجرأةٍ القلعةَ ، والتقى بخادمٍ ، فخلعَ قبعتهُ وسألهُ عمّا يُريد. قالَ قوي الذراع إنهُ جاءَ لتحريرِ والده ، الذي احتجزهُ العملاقُ سجيناً عنده ، قالَ الخادمُ إنه يتأسف له ، لأنَ جزء القلعة الذي كان أبوه محتجَزاً فيه يحرسه تنينٌ كبيرٌ. فأخذَ قوي الذراع الذي لم يكن خائفاً يبحثُ عن التنينِ و سُرعانَ ما وجدَ الوحشَ القوي الذي كان نائماً ، لذلك قامَ قوي الذراع بإدخال سيفه في قلبِ الوحش ، فقفزَ التنينُ ، و بدأ يصرخُ بصوتٍ عالٍ ثم تقدم إلى الأمام و أرادَ الإمساكَ بقوي الذراع ، لكنه لم يستطع لأن ضربةَ السيفِ أنهكت قُواه ، فسقطَ الوحشُ على الأرضِ ميتاً.

في هذه الأثناء كان العملاقُ ، يتناولُ  طعامَ العشاءِ ثم غلبهُ النُعاس فنامَ بسرعةٍ في جزءٍ بعيدٍ من القلعةِ. بعد أن انتهى قوي الذراع من التنين الذي كان يحرسُ والده  ، جاءَ الصبيُ الصغيرُ المُضحك الذي فتحَ لهُ البابَ و أخذَ قوي الذراع إلى جزءٍ آخرَ من القلعةِ ، حيث رأى والده الفقير ، الذي سرعان ما تقدم نحوه، واحتضنه. ثم نادى قوي الذراع إخوته فاحتضنوا والدهم ، و سرعان ما كسروا قيودهُ وأطلقوا سراحه.

كانت المرأةُ العجوزُ غارقةً في حُزنها بسبب فقدانها لزوجها و أبنائها الذين ذهبوا لتحريره و لم يعودوا. و أثناء وجودها في هذه الحالة البائسة ، ظهرت لها ساحرة عجوز ، وقالت إنها ستساعدها ، لأنها تكره العملاق ، و ترغب في قتله. ثم أخذت الساحرة السيدة العجوز الصغيرة على مكنستها ، و طارت في الهواء مباشرة إلى قلعة العملاق.

كانت الساحرةُ العجوز تتمتع بقوة كبيرة ، وفي وقت واحد أصابت العملاق بالمسامير في قدميه. عندما استيقظ من نومه ، كان يعاني من ألم كبير لدرجة أنه لم يعد بإمكانه تحمله ، لذلك ذهب يبحث عن حذائه المفقود ، الذي كانت تسكنه العجوز الصغيرة و أبناؤها. عندما وصل إلى المكان ، رأى حذاءه القديم فدفع قدمه إلى داخله ، ليخترق السقف الذي صنعه قوي الذراع و بيتر.

في نفسِ الوقتِ، كانت الساحرةُ والسيدةُ العجوز الصغيرة ، وكذلك قوي الذراع ، و إخوته الأحدَ عشر وأبوهم ، قد وصلوا إلى المكان. فأطلق قوي الذراع وإخوته سهامهم عليه حتى سَقَطَ ، ثم صعد إليه قوي الذراع وقطع رأسه. ثم قامَ الأبُ والمرأةُ العجوز و أبناؤهم ببناءِ منزلٍ جديدٍ ، وعاشوا في سعادةٍ دائمةٍ.

العجوزة التي تسكن الحذاء - الحلقة الثانية

جاءَ الليلُ ، ولم يَعُد الأب ، فذهبت السيدةُ العجوزُ وعائلتها للبحث عنه. عندما وصلوا إلى ذلك الجزء من الغابةِ حيث قابل العملاق والدهم ، رأوا حذاءً ضخماً. فأمضوا وقتاً طويلًا في البُكاءِ والدعوة لوالدهم بالنجاةِ ، لكنهم لم يجدوا له أثراً. اعتقدت السيدةُ العجوزُ أنهُ من الأفضلِ لهم اللجوء إلى الحذاءِ حتى يتمكنوا من بناءِ منزلٍ جديدٍ. لذلك وضع بيتر و قوي الذراع سقفاً عليه ، و قطعوا البابَ ، ثم حولوه إلى مسكن. فعاشوا جميعاً بسعادةٍ لسنواتٍ عديدة ، لكن السيدة العجوز لم تنسَ أبداً زوجها ومصيرهُ الحزين. اقترح قويُ الذراع ، الذي كان يرى حالَ والدته البائس بسبب غيابِ والده ، على إخوته الأحدَ عشر أن يذهبوا معه لإنقاذ والدهم من العملاق.

كانت والدتهم تعرفُ